بالتيمور

ألكس بورينسكي

لا تقدم أليكس بورينسكي[note:1] في هذا النص نصاً درامياَ بالمعنى التقليدي للكلمة، إذ لا تحضر في النص الشخصيات ولا نلحظ صراعاً وبناءً درامياً كالذي نراه في النص المسرحي عادةً. إن "بالتميور" بهذا المعنى شريط طويل من الاعترافات والذكريات التي ترسم علاقتنا المعقدة بالمدن والأماكن.

عرضت مشاهد منها في عدة أمكنة وهي ليتل ثياتر وهيرث غودز وسبوك ذي هاب في نيويورك، وطورت المسرحية بدعم من مؤسسة بايج 73 بنيو هافين في ولاية كونيتيكت. قدمت مع دانييل بلابان نسخة معدلة للمسرحية باللغتين العربية والإنكليزية في مانشن ببيروت وألوان للفن بنيويورك ضمن إطار مهرجان "تراينغلز" لمسرح أنسمبل عام 2014. نُشرت سابقاً مشاهد من "بالتيمور" في مجلة "راستد راديشيز" في بيروت.

ترجمة
فادي طفيلي[note:2] 

°.

...

...

أنا نفسي وحسب، آسف.
لن أضع شعرًا مستعارًا وأصبح امرأة،
أو أرتدي سترة جلد وأغدو بلطجياً.
قدرتي على التأثير لن تضاهي أبدًا قدرات باربرا سترايسند العظيمة،
أنا آسف.
آسف إن خيّبت ظنّكم.
يمكننا ربما شراء بطاقة باص لكم إلى المدينة التي كنت سأخبركم عنها في هذه الحالة.
أعتقد أننا نستطيع إجراء هذه المبادلة.
أعتقد أننا نستطيع إنجاحها.
يمكننا إقناع المنتجين بهذا الأمر.

ليس هناك أي منتجين.
هناك فقط أنا.
آسف.

ربما يمكننا الخروج معًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أودّ هذا.

الإنسان وحياته منفصلان.
مثل برتقالة ووعائها.
ابن ميمون قال هذا.
بلا البرتقالة والوعاء.

الإنسان وحياته منفصلان.

ثمّة قصة هنا. إنّها خارطة مقطّعة.

°.

هل تودّون سماع شيء لم أخبره لأحد من قبل؟
استيقظت هذا الصباح وأوّل ما بادرني هو أنت.

    هاي. اخلع ثيابك، ما أجملك.
    لست مضطرًا إن كنت لا ترغب.

أعتقد أنني شخص حنون في العموم، ومتمرّس في العلاقات.

    هل تحاول أن تسكرني بشراب التوت الروحي؟
    ربما.
    حسنًا ها إنّك تنجح!

لكنّي أعتقد أنني أميل إلى التراجع عن الأشياء والمراقبة من بعيد. إذ ليس من الطبيعي دائمًا بالنسبة لي أن أندفع وأنغمس في التجربة.

    هيا بنا نعود أدراجنا فنخرج ونحطّم بعض كؤوس النبيذ.
    لا أعرف.
    لا، هيا نفعل هذا! سيكون الأمر جميلًا، أعدك.

أنا أحيا كحياة آبائي على هذه الأرض، إلى أن أموت في النهاية. آمين.

°.

جلست هنا وجثا هناك.
الفيديرال هيل، ومنظر الميناء ليلًا.
زاوية خليج تشيسابيك.
اندلع الشغب هناك في 1861 وحضر ألف جندي، ودار عراك بقيادة الجنرال بنيامين باتلر،
ووجّهت المدافع نحو المدينة بمثابة إنذار.

    ألا تجرؤ على تجربة أمر غير اعتيادي -

أنا على هذه التلّة مرّة أخرى.
مطلاً على منظر الميناء ليلًا،
فندق الماريوت ومطعم كاليفورنيا بيتزا كيتشن ومتحف العلوم،
والشاب الذي التقيته الأسبوع الفائت يمصّ قضيبي.
لا، لا، كنت أقول في البداية، محاولًا إبعاد رأسه...
أحدهم كان يعبث بمستوعب النفايات في مكان قريب
رجل أو امرأة، لم أستطع التحديد،
وكان هناك جمهرة من المراهقين يدخنون السجائر.
أمكنني سماعهم يتكلّمون ويتصايحون وهم يتوجّهون نحو الشارع، ربّما يعودون...
لكنّه لم يتوقّف،
لم يسمح لي بإيقافه

..

اقرأ النص الكامل قريباً

 

أليكس بورينسكي: كاتبة مسرحية أمريكية من مدينة بالتيمور. أُنتِجت نصوص أليكس من قبل فِرق مسرحية عديدة، كما شاركت أليكس في ورشات مسرحية مختلفة على الخشبة وفي أماكن بديلة.

alex_borinsky_portrait

فادي طفيلي: مؤلف وشاعر ومترجم لبناني. درس التصميم الداخلي في الجامعة اللبنانية وحصل على درجة الماستر في الدراسات الأمريكية من جامعة أمستردام. نُشرت له عدة أعمال شعرية وترجمات إلى العربية.